آخر الأحداث والمستجدات
نافورة صهريج السواني تتعرض للتلف بسبب الإهمال

إنها ليست إطارات أو عجلات مطاطية تطفو على سطح مياه المعلمة التاريخية الشهيرة صهريج السواني بالعاصمة الإسماعيلية، كما تظهر الصورة التي التقطتها عدسة «الصباح»، أخيرا، بل هي أجزاء وقطع متناثرة هنا وهناك لنافورة ماء فككها التهميش والنسيان قبل أن تلفظ وترسو على جنبات الصهريج، رغم المبالغ المالية الهائلة التي رصدت لاقتنائها والمقدرة بعشرات ملايين السنتيمات.
وأمام هذا الصمت المريب والإهمال المطلق لهذه الحلقة النفيسة من سلسلة المآثر التاريخية التي ساهمت وبشكل كبير في تصنيف المغرب تراثا عالميا، كثر الحديث أخيرا في صفوف سكان العاصمة الإسماعيلية واستغرابهم الشديد لهذا الإهمال التام الذي طال صهريج السواني كإحدى المعالم التاريخية الشهيرة التي تزخر بها مدينة مكناس.إذ عاينت»الصباح» أخيرا الوضعية الكارثية التي يوجد عليها هذا الإرث التاريخي كمنتجع سياحي وفضاء أثري متميز دون أن تحرك الجهات المسؤولة أي ساكن.
تحول الصهريج بفعل اللامبالاة والتهميش إلى مستنقع تنبعث منه الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، ناهيك عن تناسل مختلف أنواع الحشرات الضارة بمياهه النتنة التي قد تتسبب لا محالة في أمراض خطيرة للمتوافدين بكثرة على الصهريج محليين وأجانب.
للإشارة، فقد سبق لهذه المعلمة قبل عقدين من الزمن أن عاشت وضعا شاذا بسبب توقف التزود بالمياه اللازمة، مما أدى إلى إفراغ الصهريج من المياه بشكل كلي، وبالتالي تحوله إلى مطرح للنفايات، الشيء الذي أغضب سكان مكناس وزوارها، وما رافق آنذاك من ضجة إعلامية أدى في الأخير إصدار قرار يقضي بالإرجاع الفوري للمياء إليه، كما كان معمول به منذ قرون خلت. وفي ظل تداعيات هذا الوضع لم يبق أمام سلطات الولاية سنة 2002 سوى التحرك في أكثر من واجهة، من خلال القيام بأشغال التنقية على مستوى قاع الصهريج وجوانبه وتسييج جنباته، وموازاة مع ذلك باشرت سلطات الولاية حملات على مستوى منطقة بوفكران، بموجبها تم حجز أكثر من 50 مضخة لجلب المياه انطلاقا من الآبار التي كانت سببا رئيسيا في استنزاف مياه بوفكران، وعدم تزود صهريج السواني بالمياه اللازمة.
وفي عهد الوالي السابق حسن أوريد أخذ موقع صهريج السواني حيزا من الأهمية كوجهة سياحية أخاذة، سرعان ما تحول إلى وجهة فلاحية بسبب احتضان هذا الفضاء التاريخي فعاليات المعرض الدولي للفلاحة، لكن ما أثار استياء الرأي العام المحلي هو إهمال فضاء الصهريج السواني في الآونة الأخيرة بسبب اختلالات ناتجة عن تقلص صبيب المياه من جديد وتراجع مستوى الملء، التي اتخذت لونا آخر وارتفاع نسبة تلوثها، مما يفرض على الوزارة الوصية و المسؤولين المحليين أمام هذا الوضع تأهيل الموقع من جديد وجعله متنفسا ترفيهيا لسكان المدينة.
كما أن المعلمة التاريخية المجاورة الهري السواني وحديقتها المعلقة التي تشبه حدائق بابل لم تسلم من الإهمال مما يفرض على وزارة الثقافة التدخل الفوري لتأهيل الموقع الأثري. يشار إلى أن صهريج السواني أو ما يطلق عليه اسم «صهريج أكدال» يرجع تاريخ بنائه إلى نهاية القرن 17 أي في عهد السلطان مولاي إسماعيل( 1672-1727م) على بعد خمسمائة متر من قصره، وذلك رغبة منه في احتواء أي خطر في حالة الحصار أو القحط. كما كان الهدف من هذا المعلمة المائية المجاورة لبناية مخازن الحبوب البالغ طولها180 مترا وعرض 69 مترا (الهري السواني) هو تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب، حيث يبلغ طوله 300 متر بينما عرضه بعمق أكثر من 5 أمتار. وكان صهريج السواني حسب مصدر تاريخي يزود مختلف البنايات والمرافق العامة بالعاصمة الإسماعيلية بالماء من مساجد وحمامات ومنازل وبساتين..
الكاتب : | حميد بن التهامي |
المصدر : | الصباح |
التاريخ : | 2014-01-23 15:34:37 |